رأيت رام الله / مريد البرغوثي

رأيت رام الله رأيت رام الله by مريد البرغوثي

My rating: 5 of 5 stars
أجمل ما في هذا الكتاب هو أنه سيرة لحياة الكاتب كتبها بطريقة روائية رائعة.. الحدث الرئيس في هذه الرواية هو زيارته لفلسطين (بالتحديد مدينة رام الله وقريته دير غسانة) بعد غربة دامت ثلاثين سنة حُرم خلالها من رؤية بلاده..
خلال هذه الرحلة يسترجع ذكريات سنوات عمره التي مضت في الغربة والمنفى..
يصوّر البرغوثي الكثير من التفاصيل في حياته والتي يتشاركها جميع أفراد الشعب الفلسطيني في فلسطين وفي الشتات من مشاعر وأفكار ومعاناة ومواقف واجهها..
رغم أن الرواية ليست سياسية إلا أنها تضمنت ذكر أحداث بارزة في التاريخ والتي شكلت تحولاً في حياته وفي حياة الفلسطينيين بل وفي العالم..
ذكر الكاتب العديد من الشخصيات ذات الشأن وعلاقته بهم منهم الرسام ناجي العلي والشاعر غسان كنفاني..
اللغة التي كتب بها الكتاب لغة جميلة آسرة تجعلك تستمتع بقراءته حتى آخر صفحة.. وتضمين بعض الكلمات والجمل باللهجة الفلسطينية أضاف نكهة مميزة خلقت جواً من الألفة بين القارئ وبين الشخصيات..
الرواية حقاً أعجبتني بكل تفاصيلها.. رائعة ومعبرة

View all my reviews >>

اقتباسات:

بالنسبة لمعظم شعوب الأرض الذين هم مواطنون لديهم جوازات سفر وبوسعهم السفر بحرية دون تفكير في هويتهم طوال الوقت، فإن مسألة السفر والإقامة تعدّ أمراً مفروغاً منه. بينما هي أمر مشحون بتوتر عظيم لدى الفلسطينيين الذين لا دولة لهم، والذين، وإن امتلك كثير منهم جوازات سفر كملايين اللاجئين المنتشرين في كافة أرجاء العالم العربي وأوروبا وأستراليا والأمريكتين الشمالية والجنوبية، فإنهم يحملون وزر كونهم مقتَلَعين وبالتالي غرباء.

إدوارد سعيد

……………..

الغريب هو الشخص الذي يجدد تصريح إقامته. هو الذي يملأ النماذج ويشتري الدمغات والطوابع. هو الذي عليه أن يقدّم البراهيم والإثباتات. هو الذي يسألونه دائماً: (من وين الأخ؟) أو يسألونه (وهل الصيف عندكم حار؟) لا تعنيه التفاصيل الصغيرة في شؤون القوم أو سياساتهم (الداخلية) لكنه أول من تقع عليه عواقبها. قد لا يفرحه ما يفرحهم لكنه دائماً يخاف عندما يخافون. هو دائماً (العنصر المندسّ) في المظاهرة إذا تظاهروا، حتى لو لم يغادر بيته في ذلك اليوم. هو الذي تنعظم علاقته بالأمكنة. يتعلّق بها وينفر منها في الوقت نفسه. هو الذي لا يستطيع أن يروي روايته بشكلٍ متصل ويعيش في اللحظة الواحدة أضغاثاً من اللحظات. في كل لحظة عنده خلودها المؤقت، خلودها العابر. ذاكرته تستعصي على التنسيق. يعيش أساساً في تلك البقعة الخفية الصامتة فيه. يحرص على أن يصون غموضه، ولا يحب من ينتهك هذا الغموض. له تفاصيل حياةٍ ثانية لا تهم المحيطين به، وكلامه يحجبها بدلاً من أن يعلنها. يعشق رنين الهاتف، لكنه يخشاه ويفزع منه. الغريب هو الذي يقول له اللطفاء من القوم (أنت هنا في وطنك الثاني وبين أهلك). هو الذي يحتقرونه لأنه غريب. أو يتعاطفون معه لأنه غريب. والثانية أقسى من الأولى.

……………..

الاحتلال يمنعك من تدبر أمورك على طريقتك. إنه يتدخل في الحياة كلها وفي الموت كله. يتدخل في السهر والشوق والغضب والشهوة والمشي في الطرقات. يتدخل في الذهاب إلى الأماكن ويتدخل في العودة منها. سواء كانت سوق الخضار المجاور أو مستشفى الطوارئ أو شاطئ البحر أو غرفة النوم أو عاصمة نائية.

……………..

أليس طريفاً وغريباً أننا عندما نصل إلى مكان جديد يعيش لحظته الجديدة نروح نبحث عن عتيقنا فيه؟ هل للغرباء جديد؟ أم أنهم يدورون في دنياهم بسلالٍ ملأوها ببقع الماضي، البقع تتساقط لكن اليد لا تسقط سلّتها.

……………..

زيت الزيتون بالنسبة للفلسطيني هو هدية المسافر. اطمئنان العروس. مكافأة الخريف. ثروة العائلة عبر القرون. زهور الفلاحات في مساء السنة. وغرور الجرار.

……………..

الاحتلال الطويل استطاع أن يحولنا من أبناء (فلسطين) إلى أبناء (فكرة فلسطين).

……………..

كنت دائماً من المقتنعين بأن من مصلحة الاحتلال، أي احتلال، أن يتحول الوطن في ذاكرة سكانه الأصليين إلى باقة من (الرموز). إلى مجرد رموز.

……………..

لكثرة الأماكن التي رمتنا إليها ظروف الشتات واضطرارنا المتكرر لمغادرتها، فقدت أماكننا ملموسيتها ومغزاها. كأن الغريب يفضل العلاقة الهشة ويضرب من متانتها. المشرد لا يتشبث. يخاف أن يتشبث. لأنه لا يستطيع. المكسور الإرادة يعيش إيقاعه الداخلي الخاص. الأماكن بالنسبة له وسائل انتقال تحمله إلى أماكن أخرى. إلى حالات أخرى.

……………..

التيليفون، بعد انقراض زمن الرسائل، هو الرابطة المقدسة بين الفلسطينيين!

……………..

السعيد هو السعيد ليلاً،
والشقيّ، هو الشقي ليلاً،
أما النهار،
فيشغل أهله!

6 تعليقات to “رأيت رام الله / مريد البرغوثي”

  1. Tota ..=) Says:

    =)

    لفت إنتبآهي هذآ الكتآب ~..

    أحببت طرحكـ كثيراً للكتآب ..بإذن الله سوف أضمه إلى مكتبتي ..=)

  2. bluero0ose Says:

    .
    .

    فعلا>> “رأيت رام الله ” أجمل ماقرأت ..

    مررت هنا سريعا، شدني العنوان “بكل قوه ” ^.^

    .
    .

  3. هنا أنا..eyad Says:

    شكرا لهذا … الجهد

    وشكل الكتاب رائع ..من خلال كلماتك

    ومن خلال الاقتباسات

    وفقك الله

  4. Spring Rose Says:

    Tota ..=)
    أهلاً بك وسهلاً
    أنصحك بقراءته
    كتاب رائع جداً
    اقرئيه وعودي لتخبريني رأيك 🙂

  5. Spring Rose Says:

    bluero0ose
    الشكر لكِ
    فعلاً الكتاب من أجمل الروايات
    يستحق هذا الثناء

  6. Spring Rose Says:

    هنا أنا..eyad
    نعم هو كذلك..
    سعيدة بتعليقك
    شكراً لك..

أضف تعليق